کد مطلب:109820 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:166

خطبه 102-در تشویق به زهد











ومن خطبة له علیه السلام

فی التزهید فی الدنیا

أَیُّهَا النَّاسُ، انْظُرُوا إِلی الدُّنْیَا نَظَرَ الزَّاهِدِینَ فِیهَا، الصَّادِفِینَ عَنْهَا; فَإِنَّهَا وَاللهِ عَمَّا قَلِیلٍ تُزِیلُ الثَّاوِیَ السَّاكِنَ، وَتَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الْآمِنَ، لاَ یَرْجِعُ مَا تَوَلَّی مَنْهَا فَأَدْبَرَ، وَلاَ یُدْرَی مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَیُنْتَظَرَ. سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ، وَجَلَدُ الرِّجَالِ فَیهَا إِلَی الضَّعْفِ وَالْوَهْنِ، فَلا یَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ مَا یُعْجِبُكُمْ فِیهَا لِقِلَّةِ مَا یَصْحَبُكُمْ مِنْهَا. رَحِمَ اللهُ امْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَ، واعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ، فَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الدٌّنْیَا عَنْ قَلِیل لَمْ یَكُنْ، وَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الْآخِرَةِ عَمَّا قَلَیلٍ لَمْ یَزَلْ، وَكُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ، وَكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ، وَكُلُّ آتٍ قَرِیبٌ دَان.

فی صفة العالم

ومنها: الْعَالِمُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ، وَكَفَی بِالْمَرءِ جَهْلاً أَلاَّ یَعْرِفَ قَدْرَهُ; وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَی اللهِ لَعَبْدٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَی نَفْسِهِ، جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ، سَائِراً بَغَیْرِ دَلِیلٍ، إِنْ دُعِیَ إِلَی حَرْثِ الدُّنْیَا عَمِلَ، وَ إِنْ دُعِیَ إِلَی حَرْثِ الْآخِرَةِ كَسِلَ! كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَیْهِ، وَكَأَنَّ مَا وَنَی فِیهِ سَاِقطٌ عَنْهُ!

آخر الزمان

ومنها: وَذلِكَ زَمَانٌ لاَ یَنْجُو فِیهِ إِلاَّ كُلُّ مٌؤْمِن نُوَمَةٍ، « إِنْ شَهِدَ لَمْ یُعْرَفْ، وَإِنْ غَابَ لَمْ یُفْتَقَدْ، أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الْهُدَی، » وَأَعْلاَمُ السُّرَی، لَیْسُوا بِالْمَسَایِیحِ، وَلاَ الْمَذَایِیعِ الْبُذُرِ، أُولَئِكَ یَفْتَحُ اللهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، وَیَكْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ. أَیُّهَا النَّاسُ، سَیَأْتی عَلَیْكُمْ زَمَانٌ یُكْفَأُ فِیهِ الْإِسْلاَمُ، كَمَا یُكْفَأُ الْإِنَاءُ بِمَا فِیهِ. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَعَاذَكُمْ مِنْ أَنْ یَجُورَ عَلَیْكُمْ، وَلَمْ یُعِذْكُمْ مِنْ أَنْ یَبْتَلِیكُمْ، وَقَدْ قَالِ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ: (إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیَاتٍ و َإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِینَ). قال السید الشریف الرضی: أما قوله علیه السلام: «كلّ مؤمِن نُوَمَة» فإنما أَراد به: الخامل الذكر القلیل الشر. والمساییح: جمع مِسیاح، وهو الذی یسیح بین الناس بالفساد والنمائم. والمذاییع: جمع مِذْیاع، وهو الذی إذا سمع لغیره بفاحشة أذاعها، ونوّه بها, والبُذُرُ: جمع بَذُور وهو الذی یكثر سفهه ویلغو منطقه.